يتحدث الكاتب والباحث الدكتور مصطفي الهائن في كتابه (أعلام الجهاد) عن كبار أبطال
الجهاد وأخترنا لكم علم من أعلام الجهاد هو المجاهد الشيخ أقطيط موسي علي الحاسي
منطقة الصفصاف مدينة شحات الجبل الأخضر.الشجاعة والعفة والصبر على المصاعب صفات
قل أن تكتمل في الأشخاص واجتمعت في المجاهد أقطيط موسي ولقد تلقي الشيخ أقطيط موسي
كغيرة حينذاك تعليما دينيا أوليا في زاوية شحات التي تولي مشيختها أفراد من عائلة
الدردفي وأشتهر بين أهله بالصدق والشجاعة والشعر و ركوب الخيل وكان من السباقين
إلي تلبية نداء الجهاد حيث تدرب علي يد ضباط أتراك وتحرك مع مجاهدي قبيلة الحاسة
الذين كان يقودهم مع شيخ الزاوية إلي جبهة القتال في منطقة الظهر الحمر بدرنه حيث
شاركوا في جميع المعارك التي وقعت هناك والتي أبرزها معركة القرقف سنة1912م ومعركة
يوم الجمعة سنة 1913م كما شارك يضأ المعارك التي وقعت بمنطقة القبة مثل معركة
أبوشمال سنة 1913م ثم كلف بالجهاد في مناطق تواجد قبيلته فقادها في المعركة
الشهيرة بمعركة الصفصاف سنة 1913م وتصدى بها للقوات التي استقدمها العدو الإيطالي
عن طريق البر بإرشاد من بعض الجواسيس وخاض معارك الفائدية وعقرالزبط و القيقب و
قرنادة الأولي وقد تم للمجاهدين في معركة الصفصاف الانتصار على الأيطالين وقتل عدد
من جنودهم ومنهم الجنرال (قارانيني) وتذكر روايات المجاهدين أيضا مقتل الجنرال
(سوايا) وقد حقق المجاهدين هذا الانتصار بعد هزيمة سابقة حدثت لهم في ناحية
البقارة جنوب الصفصاف ولذلك نجد الشعر الشعبي الذي يؤرخ لحركة الجهاد يورد
الواقعتين مذكرا بمعركة البقارة وانسحاب الأهالي من تلك المناطق وينعى على
المتخلفين تكاسلهم ويمتدح الشجعان فيقول :
زينك عزا هاليوم في البقارة وفي خلوة الدراريس م الزراره
خلطوا ماهابـــــــو فراسين كسر ع الفخر يزابوا
واللي ذالين أحذاء النساء يتكابو وقالوا السلم اليوم رآه أدبارة
إلي أن قال :
ضنـــا يتقــــــوا ضنا بالمكوغط في النعل أزقوا
عليه يهجموا وقتا خالية حقوا ماريبوا من سوق فيه أخسارة
وقد حدث أن أحد الجواسيس أستطاع إرشاد الناجين من الإيطاليين بعد معركة الصفصاف إلي ميناء سوسه حيث التحموا بجناح القوات الإيطالية آلاتية عن طريق البحر ولذلك نجد الشيخ أقطيط موسي ينقل المعارك إلي الشمال حيث قاد قبيلة الحاسة في معركة الكهف المسماة (قروتامارشال) سنة 1913م وفي سبيل منع الطليان من اتخاذ موقع شحات الحصين كنقطة حربية يتصدى المجاهدين بقيادته مجددا لقافلة عسكرية إيطالية خرجت من سوسه إلي شحات ويوقعون بها خسارة كبيرة في الأفراد ويحرقون السيارات عدا واحدة ويأسرون عددا من جنود العدو ومن البطولات الفردية البارعة في التضليل العدو في هذه المعركة قيام الضابط بالحمد الهائن بافتكاك عدد من الجمال المحملة بالتموين والذخيرة وسوقها غربا بعكس اتجاه الإيطاليين تم جنوبا إلي مقر الدور الرئيسي وكانت هي أهم غنيمة يومها يحصل المجاهدين عليها من الإيطاليين .
هذا كما كان الشيخ أقطيط موسي من مخططي الهجوم الجرئ على قافلة من السيارات الإيطالية كانت قد خرجت من سوسه في اليوم الأول من شهر مايو سنة 1926م وكانت تحمل عددا من الضباط خرجين جدد لتوزيعهم على المناطق العسكرية كما كانت تحمل كميات من السلاح والذخائر والتموين وبعد معارك الظهر الحمر والجبل الأخضر توجه الشيخ أقطيط موسي مع جمع كبير من المجاهدين إلي المناطق الغربية من ليبيا مجددا لحضور معركة القرضابية الشهيرة سنة 1915م ومعارك برقة الغربية و أجدابيا بعد أن كانوا قد توجهوا إليها سابقا في أول سنوات الجهاد فحسب رواية المجاهد البكباشي عبدا لحميد بوفلقة المنصوري فإن خمسمائة مجاهد من الشباب مناطق ليبيا الشرقية وممن تدربوا على يد الضباط الأتراك توجهوا تحت قيادتهم للجهاد بالمناطق الغربية وحضروا بعض المعارك التي دارت على أرضها بما في ذلك معارك مدينة طرابلس ومنهم علي سبيل المثال: عوض عقاب ، عبدالله بوحورية ، حسين الجويفي ، عياد بالقاسم ، عبدالقادر الشعبار ، محمد بوقنيعير ، علي بوأرحيم ، أقطيط موسي ، علي مخيون ، عبدالرحيم بكار ، السنوسي القرشه ، عبدالمولي بوافصيخة ، عبدالرازق السيوي ، وغيرهم .
وكان الشيخ أقطيط موسي ضمن المجاهدين الذين رفضوا جميع المعاهدات التي دعت إلي الهدنة فصدر الأمر من الحكومة أجدابيا بتسريحه إجباريا وعاد ألي شحات حيث كون (كاراكونا) عرفت باسم (كاراكون العصاه) وحدثت معه بعض المشاكل كان أخطرها علية مطاردة الإيطاليين المستمرة له فتوجه بأسرته ألي الأراضي الحصينة جهة عيت عريف البراعصة ونزل علي نجع الشيخ السنوسي أبريدان العريفي غير أن عيون الجواسيس والإيطاليين لحقوا به هناك أيضا في بيته لأنه كان من باب الحذر يبتعد عنه نهارا ولكنه عندما شاهد الإيطاليين كبر عليه أن يعود دون أن يطلق الرصاص عليهم فلما رجع ألي بيته وعرف أنهم قد استولوا على غنمه وأسروا زوجته أشتد غضبه وتمنطق بكل وشائح الذخيرة الموجودة لدية وركب فرسه وأخذ يكرر الهجوم عليهم حتى أوقع فيهم بعض الإصابات وأجبرهم على التخلي عن زوجته وغنمه ولما علم الشيخ السنوسي أبريدان العريفي بهجوم الإيطاليين على بيت صاحبه فأمر أولاده وأخوته جميعا بركوب خيولهم والتوجه معه ألي لنصره جارة الشيخ أقطيط موسي ولحقوا بالإيطاليين وهاجموهم معه حتى انسحبوا خائبين وكانت هذه الواقعة بالإضافة ألي مثيلاتها من الأسباب الرئيسية لاستئناف الجهاد مجددا عقب إنهيار المعاهدات التي وقعتها حكومة أجدابيا .
عاد الشيخ أقطيط موسي بعد ذلك ألي منطقته ليقود قبيلة الحاسة ضمن دور العبيدات والحاسة المشترك والذي كان يخوض معاركة في أرضي القبيلتين ورغم أنه كان من كبار المستشارين العسكريين للقائد العام لأدوار الجهاد عمر المختار وعضو المجلس الأعلى لدور الحاسة و العبيدات فقد ظهر من يزاحمه على القيادة من قبيلته وهي مسألة تكرر حدوثها في كل القبائل التي كانت تشكل الأدوار حينها قد عالج الشيخ عمر المختار القائد العام للمجاهدين هذه المشاكل بتكليف قيادات محايدة فدور الحاسة و العبيدات قادة القائمقام القدير الشيخ الفضيل بوعمر الأوجلي وفيه من الضباط الكبار :عوض يحي العبيدي ، صالح أمطير العبيدي ، أقطيط موسي الحاسي ، عبدالحق الطائع الحاسي ، عبدالمولي بوافصيخة الحاسي ، وغيرهم ودرر البراعصة و الدرسه قاده في البداية الضابط سعد العبد السوداني ثم القائمقام المتميز عصمان الشامي وفيه أيضا من كبار الضباط الشيخ حسين الجويفي ، الشيخ عياد بالقاسم ، الضابط سعد الطبجي العريفي ، وغيرهم .
هذا لقد بقي الشيخ أقطيط موسي في ميدان الجهاد وفي موقع الصدارة من مجلس أعيانه وشارك في جميع المعارك التي وقعت في عهد قيادة الشيخ عمر المختار للأدوار حتى أوخر سنة 1927م ثم هاجر ألي مصر بسبب المشاكل التي تكالبت على حركه الجهاد ولما سمحت الفرصة بتحرير ليبيا بقيام الحرب العالمية الثانية سنة 1939م وشرع في تكوين جيش التحرير الليبي كان الشيخ أقطيط موسي الحاسي في مقدمة من التحقوا به ولما تم تحرير ليبيا وعاد الي أرض الوطن لم يجد من التقدير ما يناسب دوره الجهادي المشرف ضد الغزاة الطليان ولقد جلست معه أكثر من مرة في بداية الستينيات واستمعت ألي أحاديثه عن تاريخ الجهاد الموجهة ألي الآخرين وذلك بمنطقتي (علوة المجاريس و شعبة البقارة) الواقعة جنوب الصفصاف وقد رأيته رجلا ملما بتفصيل أحداث الجهاد ومعتز بكرامته وثابتا على مبدئه ومبتعد عن مظاهر التزلف للسلطة وقانعا بحياة الكفاف والعيش البسيط حتى توفي بمنطقة الصفصاف بتاريخ 24/12/1962م ودفن فيها .
مصدر المدونة الباحث المؤرخ الدكتور مصطفي سعد الهائن الباحث بمركز الجهاد للدراسات التاريخية وعضو هيئة التدريس بالجامعات وهو باحث في تاريخ الجهاد منذ سنة 1961م وصدرت له عده كتب ونشرت له أبحاث كثيرة وقد نقلت هذه النبذة حرفيا بعد الاستئذان منه شخصيا من كتابه (أعلام الجهاد) الذي تتضمنه مدونته العامة .
زينك عزا هاليوم في البقارة وفي خلوة الدراريس م الزراره
خلطوا ماهابـــــــو فراسين كسر ع الفخر يزابوا
واللي ذالين أحذاء النساء يتكابو وقالوا السلم اليوم رآه أدبارة
إلي أن قال :
ضنـــا يتقــــــوا ضنا بالمكوغط في النعل أزقوا
عليه يهجموا وقتا خالية حقوا ماريبوا من سوق فيه أخسارة
وقد حدث أن أحد الجواسيس أستطاع إرشاد الناجين من الإيطاليين بعد معركة الصفصاف إلي ميناء سوسه حيث التحموا بجناح القوات الإيطالية آلاتية عن طريق البحر ولذلك نجد الشيخ أقطيط موسي ينقل المعارك إلي الشمال حيث قاد قبيلة الحاسة في معركة الكهف المسماة (قروتامارشال) سنة 1913م وفي سبيل منع الطليان من اتخاذ موقع شحات الحصين كنقطة حربية يتصدى المجاهدين بقيادته مجددا لقافلة عسكرية إيطالية خرجت من سوسه إلي شحات ويوقعون بها خسارة كبيرة في الأفراد ويحرقون السيارات عدا واحدة ويأسرون عددا من جنود العدو ومن البطولات الفردية البارعة في التضليل العدو في هذه المعركة قيام الضابط بالحمد الهائن بافتكاك عدد من الجمال المحملة بالتموين والذخيرة وسوقها غربا بعكس اتجاه الإيطاليين تم جنوبا إلي مقر الدور الرئيسي وكانت هي أهم غنيمة يومها يحصل المجاهدين عليها من الإيطاليين .
هذا كما كان الشيخ أقطيط موسي من مخططي الهجوم الجرئ على قافلة من السيارات الإيطالية كانت قد خرجت من سوسه في اليوم الأول من شهر مايو سنة 1926م وكانت تحمل عددا من الضباط خرجين جدد لتوزيعهم على المناطق العسكرية كما كانت تحمل كميات من السلاح والذخائر والتموين وبعد معارك الظهر الحمر والجبل الأخضر توجه الشيخ أقطيط موسي مع جمع كبير من المجاهدين إلي المناطق الغربية من ليبيا مجددا لحضور معركة القرضابية الشهيرة سنة 1915م ومعارك برقة الغربية و أجدابيا بعد أن كانوا قد توجهوا إليها سابقا في أول سنوات الجهاد فحسب رواية المجاهد البكباشي عبدا لحميد بوفلقة المنصوري فإن خمسمائة مجاهد من الشباب مناطق ليبيا الشرقية وممن تدربوا على يد الضباط الأتراك توجهوا تحت قيادتهم للجهاد بالمناطق الغربية وحضروا بعض المعارك التي دارت على أرضها بما في ذلك معارك مدينة طرابلس ومنهم علي سبيل المثال: عوض عقاب ، عبدالله بوحورية ، حسين الجويفي ، عياد بالقاسم ، عبدالقادر الشعبار ، محمد بوقنيعير ، علي بوأرحيم ، أقطيط موسي ، علي مخيون ، عبدالرحيم بكار ، السنوسي القرشه ، عبدالمولي بوافصيخة ، عبدالرازق السيوي ، وغيرهم .
وكان الشيخ أقطيط موسي ضمن المجاهدين الذين رفضوا جميع المعاهدات التي دعت إلي الهدنة فصدر الأمر من الحكومة أجدابيا بتسريحه إجباريا وعاد ألي شحات حيث كون (كاراكونا) عرفت باسم (كاراكون العصاه) وحدثت معه بعض المشاكل كان أخطرها علية مطاردة الإيطاليين المستمرة له فتوجه بأسرته ألي الأراضي الحصينة جهة عيت عريف البراعصة ونزل علي نجع الشيخ السنوسي أبريدان العريفي غير أن عيون الجواسيس والإيطاليين لحقوا به هناك أيضا في بيته لأنه كان من باب الحذر يبتعد عنه نهارا ولكنه عندما شاهد الإيطاليين كبر عليه أن يعود دون أن يطلق الرصاص عليهم فلما رجع ألي بيته وعرف أنهم قد استولوا على غنمه وأسروا زوجته أشتد غضبه وتمنطق بكل وشائح الذخيرة الموجودة لدية وركب فرسه وأخذ يكرر الهجوم عليهم حتى أوقع فيهم بعض الإصابات وأجبرهم على التخلي عن زوجته وغنمه ولما علم الشيخ السنوسي أبريدان العريفي بهجوم الإيطاليين على بيت صاحبه فأمر أولاده وأخوته جميعا بركوب خيولهم والتوجه معه ألي لنصره جارة الشيخ أقطيط موسي ولحقوا بالإيطاليين وهاجموهم معه حتى انسحبوا خائبين وكانت هذه الواقعة بالإضافة ألي مثيلاتها من الأسباب الرئيسية لاستئناف الجهاد مجددا عقب إنهيار المعاهدات التي وقعتها حكومة أجدابيا .
عاد الشيخ أقطيط موسي بعد ذلك ألي منطقته ليقود قبيلة الحاسة ضمن دور العبيدات والحاسة المشترك والذي كان يخوض معاركة في أرضي القبيلتين ورغم أنه كان من كبار المستشارين العسكريين للقائد العام لأدوار الجهاد عمر المختار وعضو المجلس الأعلى لدور الحاسة و العبيدات فقد ظهر من يزاحمه على القيادة من قبيلته وهي مسألة تكرر حدوثها في كل القبائل التي كانت تشكل الأدوار حينها قد عالج الشيخ عمر المختار القائد العام للمجاهدين هذه المشاكل بتكليف قيادات محايدة فدور الحاسة و العبيدات قادة القائمقام القدير الشيخ الفضيل بوعمر الأوجلي وفيه من الضباط الكبار :عوض يحي العبيدي ، صالح أمطير العبيدي ، أقطيط موسي الحاسي ، عبدالحق الطائع الحاسي ، عبدالمولي بوافصيخة الحاسي ، وغيرهم ودرر البراعصة و الدرسه قاده في البداية الضابط سعد العبد السوداني ثم القائمقام المتميز عصمان الشامي وفيه أيضا من كبار الضباط الشيخ حسين الجويفي ، الشيخ عياد بالقاسم ، الضابط سعد الطبجي العريفي ، وغيرهم .
هذا لقد بقي الشيخ أقطيط موسي في ميدان الجهاد وفي موقع الصدارة من مجلس أعيانه وشارك في جميع المعارك التي وقعت في عهد قيادة الشيخ عمر المختار للأدوار حتى أوخر سنة 1927م ثم هاجر ألي مصر بسبب المشاكل التي تكالبت على حركه الجهاد ولما سمحت الفرصة بتحرير ليبيا بقيام الحرب العالمية الثانية سنة 1939م وشرع في تكوين جيش التحرير الليبي كان الشيخ أقطيط موسي الحاسي في مقدمة من التحقوا به ولما تم تحرير ليبيا وعاد الي أرض الوطن لم يجد من التقدير ما يناسب دوره الجهادي المشرف ضد الغزاة الطليان ولقد جلست معه أكثر من مرة في بداية الستينيات واستمعت ألي أحاديثه عن تاريخ الجهاد الموجهة ألي الآخرين وذلك بمنطقتي (علوة المجاريس و شعبة البقارة) الواقعة جنوب الصفصاف وقد رأيته رجلا ملما بتفصيل أحداث الجهاد ومعتز بكرامته وثابتا على مبدئه ومبتعد عن مظاهر التزلف للسلطة وقانعا بحياة الكفاف والعيش البسيط حتى توفي بمنطقة الصفصاف بتاريخ 24/12/1962م ودفن فيها .
مصدر المدونة الباحث المؤرخ الدكتور مصطفي سعد الهائن الباحث بمركز الجهاد للدراسات التاريخية وعضو هيئة التدريس بالجامعات وهو باحث في تاريخ الجهاد منذ سنة 1961م وصدرت له عده كتب ونشرت له أبحاث كثيرة وقد نقلت هذه النبذة حرفيا بعد الاستئذان منه شخصيا من كتابه (أعلام الجهاد) الذي تتضمنه مدونته العامة .
تاريخ مشرف – تحياتى - فتحى
No comments:
Post a Comment